الثلاثاء، 14 يناير 2014

يومان من القلق

الحلقة السادسة في رحلتي مع سرطان الثدي

 

تقرر موعد العملية.. ولازلنا مع الأطباء في مناقشات مستمرة.. إن كان العلاج بهذه الطريقة والخطة هو الصواب أم لا.

ولازالت الأسئلة التفصيلية تتفتق كل لحظة..

هل نحتاج لبعض الأشعات قبل العملية لنرى أين انتشر الورم..أم أن عليها تجنبها لنجنب الجنين خطر الإشعاع..

هل نحتاج لحقن صبغة خلال العملية داخل الورم لنرى أي الغدد اللمفاوية ستلتقطه ونقوم باستئصال هذه الغدة وتحليلها Sentinel node أم أن الأفضل أن نتجنب الصبغة التي قد تضر بالجنين وفي المقابل نقوم بتحليل كل الغدد اللمفاوية التي تواجهنا مما يعرض لخطر مضاعفات كثيرة كقطع في الأعصاب الموصلة لليد والذراع وحصول انتفاخ شديد في الذراع اليد لا يمكن علاجه بعد ذلك Lymphedema.. هل وهل وهل.. الكثير من الخيارات.. وموعد العملية يقترب.. وأنا لا أدري ما الخيار الصحيح ولا الأطباء يدرون.. وكلنا نتخبط..

والقلق في داخلي يزداد ويزداد.. حتى بدأت أقلق على كل شيء.. ماذا لو حدثت مشكلة في التخدير.. ماذا لو حدثت كارثة في العملية..ولو..ولو..

ثم قررت التوقف عن التفكير تماماً وأن أستعين فقط مع من يهمه أمري ويريد مساعدتي حقاً.. يعرف كل شيء.. ويعرف تماماً ما العلاج الأصلح والطريق الأءمن ويقدر على كل شيء.. فلا يعجزه أن يقوم بأي شيء كيف شاء.. وهكذا عدت وجلست بين يديه..

وقلت يارب.. ما هؤلاء الأطباء إلا صور.. أنت خلقتهم.. أنت أعطيتهم قليل العلم الذي عندهم.. وأنت الذي تسيرهم وتسخرهم.. ولولا أنك أمرتنا أن نأخذ بالأسباب ما ذهبت لطبيب ولا سألت دواء.. ولكنك شئت أن تضع شفاءك في هذه الأسباب التي بين أيدينا..  

يارب.. أنا أوكلتك أمري.. وأنا أثق فيك وحدك.. لا في الجراح ولا طبيب الأورام.. ألقيت أمري كله بين يديك وأنت أعلم بي مني وأعلم بما يصلحني ويصلح الذي بداخلي منهم..

يارب هم في علمهم يتخبطون.. وأنت القادر على كل شيء..

يارب هم في النهاية عاجزون.. وأنت القادر على كل شيء..

يارب.. أسألك أن تدبر لي أمر هذه العملية بما يصلحني ويصلح جنيني من حيث لا نحتسب ولا ندري..

ما طبيبة الجراحة إلا أداة في يدك.. فألهمها ما تقطع وما تدع.. حتى تزيل كل شيء يجب إزالته  وتبقي كل شيء يجب إبقاءه.. حتى لا أجد شيئاً من كل المضاعفات التي يثقلون بها كاهلي ويحدثونني عنها ويخوفونني منها...

يارب.. أنا أسألك أنت وحدك.. ولا أسأل سواك.. فليس أحد سواك يقدر..وليس أحد سواك يعرف..

أنت وحدك الله..

أنت وحدك الله..

أنت وحدك الله..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق