الجمعة، 21 فبراير 2014
هل ندفن مرضانا أحياء؟
في الموقع الالكتروني للمستشفى التي أتعالج بها.. الخبر الأول
جائزة الشجاعة السنوية للمريضة آلي .. تساءلت قبل فتح الخبر.. ما المميز لدى
هذه المريضة .. ولسان حالي يقول.. ألست الأشجع.. من مثلي حارب السرطان وهو يحمل
جنينا بين احشائه ويرعى طفلا بين يديه...ثم فتحت الخبر..
لكن ما أثارني في قصتها ليس صبرها فحسب.. فآلي الآن وهي في التاسعة
عشر تدرس في السنة الثانية من الكلية في تخصص تؤمن به وهو تعليم الطفولة المبكرة..
ولي هنا وقفة وأي وقفة..
لو كانت آلي في بلدنا .. هل كان أهلها سيرسلونها للمدرسة مع كل ما هي
فيه؟..ألم يكونوا على الأقل سيقولون "انتظري حتى تتخلصي من السرطان تماما ثم
تذهبين للدراسة.. ".. ألم تكن ستسمع عبارات مثل " أنت مريضة.. "
"لن تستطيعي".. "من سيعتني بك".. "يكفيك الاستلقاء على
الكنبة ومشاهدة التلفاز"...
لو كانت آلي عندنا لما استطاعت أن
تخرج من البيت إلا بشق الأنفس.. ولما استطاعت حتى الذهاب للملاهي للعب مع
الأطفال .. فالأهل يخافون عليها.. يخجلون من مرضها.. ويفضلون تركها "محمية
مصانة" على الأريكة وأمام التلفاز..
أعلم ان النوايا دائما حسنة.. لكن النوايا الحسنة لا تجعل من دفن
المرضى أحياء عملا فاضلا...
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)