في غرفة الانتظار بالمستشفى الذي اتعالج به الان
في السعودية،،مشهد من الفلكلور الشعبي الذي غبت عنه سنين بحكم الغربة... اجلس لتوي على كرسي شاغر...
سيده على بعد تنظر الي عيني مباشره وتسأل
- انت وين جاك الورم؟؟؟
- أجبتها بشيء من الاستغراب لدخولها علي بهذه ألقوه
دون حتى ان تعرف اسمي... ثم راحت تسال عن تفاصيل علاجي.. ودخلت معها في الاستجواب مريضات أخريات وانا
أتمنى ان اختفي بطريقة ما.. ثم بدأت كل منهن في قص
حكايتها وتشاغلت أنا بسبحتي تجنبا لأي استجواب اخر...
بعد قليل جاءت سيدة اخرى وسألتني،، انت تأخذين
دين عسل ؟ فأجبتها نعم..
- كيف؟
- ؟؟؟؟؟بالملعقة!!!
- بالملعقة،، العسل حالي صح؟
- ؟لم افهم السؤال
... هل هو سؤال تضليلي...هل تقصد أني سأصاب بالسكر؟؟بعدها بدأت السيدات
بإعطاء بعض وخصوصا أنا ( ربما باعتباري الأصغر في
الجلسة) وصفات لعلاج السرطان.. سمعت كل انواع الوصفات والاستشهادات والبحوث التي
خرجت غالبا من جامعة الواتس اب.
بعدها
حدث شيء مثير... سيدة ترافق ابنتها المريضة
بسرطان امتد لعين الطفلة فاضطروا لاستئصالها..
بدأت الام تحكي للسيدة بجوارها عن مرض ابنتها،
وعن ظروفها المادية الصعبة وعدم تمكنها من دفع الإيجار وان لديها طفلا اخر معاقا
بينما هي حامل ولا زال أمامها تكاليف الولادة..
خلال دقائق قامت سيدة من طرف الغرفة لتضع في يد
المتحدثة مبلغا من المال.. ثم قامت الثانية ثم الثالثة
وخلال دقائق. كانت السيدة تستقبل الأموال
من الجميع بسعادة .. ثم دخلت ابنتها التي كانت في
غرفة الألعاب.. وكنوع من رد الجميل نادت
السيدة على ابنتها..." بابنتي
فكي النظارة خليهم يشوفوا عينك..." وبينما
أنا أتخيل حجم الtraumaالتي ستعاني منها الفتاة ابنة التسعة أعوام، كانت هي تخلع النظارة وتري
عينها المستأصلة للجمهور وتتلقى الدعوات بالشفاء وهي تضحك..
وبين كل ذلك كان ذكر الله يطيب المكان ،، فهذه
سيدة مسنه يبدو عليها اثر الكيماوي واضحا وهي لا تكاد تقدر على ابقاء عينيها
مفتوحتين او رأسها مرفوعا بينما تتمتم... يارب لك الحمد.. يارب لك الشكر... والجميع يدعو للجميع...
والجميع يردد الله وحده الشافي...اجلس وسطهم
مبتسمة واذكر غرفة الانتظار في أمريكا حيث الصمت يلف المكان وكل في جزيرة
وحده..