الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

لا تغلقوا الأبواب

في بوست على ال Face book كتبت احدى صديقاتي الحبيبات عن مريض شخص للتو بالفشل الكلوي. فقال للطبيب " سأدعو الله ان يشفيني" فقال الطبيب " هذا مرض لا يرجى برؤه!!" فقال المريض.. " لكن الله يحيي العظام وهي رميم " فأجابه الطبيب.. "العظام وليس الكلى!!"..ومضى وهو يضحك..
حقا لا أملك الكلمات التي أصف بها هذا المدعو بالطبيب.. .إلا أنه لم يعرف الله ..لم يعرف قدرة الله.. وأنه لا فاعل بحق غير الله ولا طبيب غير الله وان كل علم الأطباء وأدويتهم وعلاجاتهم مجرد صور ومجرد أسباب لا تعمل إلا بأمره.. وأنه هو الذي وضع القوانين في الأرض وهو وحده الفادر على أن يغيرها بقول "كن".. مجرد "كن" منه سبحانه قادرة على تغيير كل شيء....كل شيء...
ولا أدري كيف سمح لنفسه أن يغلق باب رحمة الله واجابته في وجه عبد من عباده.. كم اغتر المسكين بعلمه.. أيحسب حقا أنه "طبيب" أيحسب  أنه يعلم تماما ما الذي يجري داخل جسد مريضه الآن وما الدي سيجري لاحقا...أيحسب أنه يعلم كل شيء؟ فان كان كذلك فما أشد حمقه!!...
منّ الله على بطبيب أمريكي عظيم. منذ تشخيصي وحتى انتشار المرض لم يقل كلمة واحدة تنم عن تشاؤم أو فقد للأمل. .لما أخبرني بانتشار الورم في العظم والنخاع والكبد كان كل ما قاله لي... "أعتقد أن ضراوة هذا المرض  تفرض علينا احترامها. فما أسرع ما انتشر بعد إتمام العلاج. ولكن لازال هناك ما نستطيع أن نعمله.. لا تزال هناك حلول..
ودوما كان يختم كلامه بقوله.. ستكونين بخير.. ويبتسم ابتسامته الطيبة..
ثم نصحني الأهل والأصدقاء  بأن أزور مستشفى كبيرا تابعا لجامعة هارفرد لأخذ رايهم في حالتي المستعصية... لعلهم يأتون بالعلاج المعجز.. فكان ذلك أقسى يوم في حياتي.. فقد أغلقت الطبيبة في وجهي كل الأبواب. .. وأشعرتني أني لن أدرك حتى أن أصل للسعودية لأموت وسط أهلي.. وأن الوضع مستعص ومغلق من كل جانب.. لكنها مع قسوتها لم تكن كصاحبنا الطبيب بل ختمت كلامها بقولها... "المعجزات تحصل.. وربما تتغير الأمور وتتحسن... وقد رأيت هذا من قبل"...

أعزائي الأطباء.. احذروا من اغلاق باب رحمة الله في وجه أحد.. فرحمة الله أوسع مما قد يخطر لأحد ببال...