الجمعة، 17 يناير 2014

سحر الامتنان

الحلقة  السادسة والعشرون من رحلتي مع سرطان الثدي

في المستشفى لاجراء عملية بسيطة تحت تخدير موضعي لوضع قسطرة في الوريد يمكناعطاء الكيماوي عن طريقها..

كان من المفروض أن تكون العملية الساعة 11 صباحا وطلبوا مني الذهاب صائمة رغم أنها تحت تخدير موضعي.. فلم أدخل العمليات حتى الساعة الرابعة عصرا وأخبرتني الممرضة حينها أنه لم يكن عناك داع للصيام..

حاولت 3 ممرضات وضع ابرة المغذي وفشلن رقم علمي بأن عروقي ليست مستعصية لهذا الحد ولكنها قلة الخبرة..

تضاربت أقوال الممرضات ان كنت سأحتاج لمضاد عبر الوريد أم لا ولم يكن هناك طبيب لساعات ليجيب عن هذا السؤال..

أرسلوا لي طبيبا مقيما لا يعرف أي شيء عن العملية وكلما سألته سؤالا أعطاني أجوبة متضاربة حتى ذهب لسؤال الاستشاري الذي جاء بإجابات مختلفة تماما.. وخلال كل ذلك كنت أنا وزوجي نغلي حنقا من قلة الكفاءة وسوء الخدمة.. وراح زوجي يقول لي لماذا لا نترك العلاج في هذه المستشفى ونذهب لمستشفى أفضل فلدينا في بوسطن مستشفى من أفضل مستشفيات أمريكا.. فتساءلت ان كان هناك في أي مكان خدمة أفضل أم أن الخدمات الصحية في كل مكان تعاني المشاكل..

وفي ظل هذا الإحساس البغيض بالغيظ تذكرت فجأة أن هناك الكثيرين الذين يتمنون هذه الخدمات الصحية التي أتذمر منها.. هناك الكثيرين يموتون بغير أن يصلوا للطبيب رغم أن أمراضهم يسهل علاجها.. وهناك أباء يرون ابناءهم يموتون ولا يستطيعون أن يجلبوا لهم الدواء لضيق ذات اليد أو لحال البلاد المؤلم من الحرب وغياب الأمن



تذكرت ذلك فتغيرت نفسيتي فجأة من الحنق والغيظ إلى السعادة والامتنان.. الامتنان لله الذي من علي بخدمة صحية وان لم تبلغ الكمال..

هناك تعليقان (2):