الجمعة، 17 يناير 2014

ووصلت مريم


الحلقة السابعة عشر من رحلتي مع سرطان الثدي

ووصلت مريم.. ووصل معها الخيرالكثير.. والرحمة والرزق من رب كريم..

جاءت سليمة معافاه وخالفت توقعات الكثيرين لتثبت أن الله أكبرمن كل التوقعات وأنه لا يعجزه شيء..

جاءت بعد أشهر كنت أحدثها فيها قبل أن أراها.. إذ شاركتني المرض والجراحة والكيماوي.. وكانت معي خيرمعين..

كانت رفساتها من داخلي جرعات أمل بحياة جديدة تخرج إلى حياتي قريبا.. كانت جرعات أمل أنا في أشد الاحتياج إليها في وقت كانت كل الرسائل التي تأتيني من جسدي رسائل مؤلمة حزينة....

مريم.. بعمر ثلاثة أيام

ولكن بقي في القلب بعد وصولها غصة..إذ أشعر بالتقصيرفي حقها لأني لا أقدرعلى ارضاعها (فلم أرضعها إلا اسبوعين عدت بعدها للكيماوي فتوقفت عن الرضاعة)..

فالرضاعة ليست مجرد مصدر غذاء صحي ومناعة وأجسام مضادة.. بل هي علاقة وارتباط وتواصل لا يوصف..

فرغم حبي الشديد لمريم إلا أني أذكر جيدا أن ارتباطي بأخيها الذي أرضعته لوحدي (بغير استعانة بحليب صناعي) كان أكبر وأشد.. فالرضاعة الطبيعية تعني أن تبقى الأم مع طفلها اربع وعشرين ساعة في اليوم وسبع أيام في الاسبوع بلا انقطاع ولا انفصال.. هكذا أرادها الله.... حيث الارتباط الجسدي يوصل دفئ الأم لطفلها.. و رحمة الرضيع لأمه.. وحيث تلاقي الأعين لساعات وساعات يجعل لغة الأعين هي اللغة الرسمية في علاقة هي أقوى العلاقات في الكون.. .. حيث يفهم الاثنان بعضهما من غير حاجة للكلمات..

لم أزل أعجب لكل أم تحرم نفسها من هذه النعمة العظيمة (وان بدت مرهقة متعبة) .. وتضحي بأجمل ما في الأمومة من احساس.. فتلقي بولدها للخادمات.. لتقضي وقتها مع الصديقات والقريبات..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق